أهمية ضبط بعض مكونات حزمة التقانات الزراعية في زيادة كفاءة محصول القمح القاسي (Triticum turgidum L.) الإنتاجية تحت نظم الزراعة الجافة

أهمية ضبط بعض مكونات حزمة التقانات الزراعية في زيادة كفاءة محصول القمح القاسي 

(Triticum turgidum L.)

الإنتاجية تحت نظم الزراعة الجافة

سولافنايف العاقل⁽¹⁾ و أيمن الشحاذة العودة⁽²⁾ ومخلص شاهرلي⁽³⁾

الملخص:

ُنفذت
تجربة حقلية في محطة بحوث حوط، في محافظة السويداء، خلال الموسم
الزراعي 2008-2009، بهدف تحديد دور بعض التقانات الزراعية [معاملة
البذار قبل الزراعة بالمحاليل المغذية، والتعشيب، وزراعة معدلات
بذار مختلفة (6، 9، 12 كغ . دونم^-1)] في تحسين أداء صنفين من القمح القاسي (شام₅، ودوما₁)
تحت ظروف الزراعة المطرية، وتحديد نسبة مساهمة بعض مكونات حزمة
التقانات الزراعية في تحسين الغلة الحبية ومكوناتها.

لوحظ أنّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة والنبات كانا الأعلى معنوياً
لدى الصنف شام₅ عند معدل البذار الأدنى في البذور
المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة (38.60 حبة. سنبلة^-1 ،64.79 حبة. نبات^-1). وكان متوسط وزن الألف حبة
الأعلى معنوياً لدى الصنف دوما₁ عند معدل البذار الأدنى
في البذور المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة (46.67 غ). ولوحظ
أنَّ متوسط كلٍ من الغلة البيولوجية والغلة الحبية كان الأعلى
معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل البذار
الأعلى  في البذور المعاملة بالمحاليل المغذية والقطع التجريبية
المُعشَّبة (988.00 كغ . دونم^-1 ،405.21 كغ . دونم^-1 على التوالي). وكانت نسبة الانخفاض في صفة الغلة الحبية عند زراعة
معدلي البذار (9،6 كغ . دونم^-1) قرابة 4.28%، و12.94%
على التوالي، حيث كان معدل البذار الأمثل (12 كغ . دونم^-1)،
في حين كانت نسبة الانخفاض في الغلة الحبية نحو 5.52% في حال غياب
معاملة البذار بالمحاليل المغذية ، ونحو 10.19% في حال غياب معاملة
التعشيب، ما يشير إلى أهمية ضبط بعض مكونات حزمة التقانات الزراعية
لتحقيق زيادة ملموسة في الغلة الحبية، ويمكن أن تكون تلك الزيادة
تراكمية إذا ما ضبطت تلك المكونات مجتمعةً.

الكلمات المفتاحية:
القمح القاسي،  معاملة البذار بالمحاليل المغذية،
التعشيب، معدلات البذار.

____________________________________________________________

(1)   طالبة ماجستير، (2) (3) أستاذ مساعد
في قسم المحاصيل الحقلية، كلية الزراعة، جامعة دمشق.

المقدمة Introduction:

يُعد محصول القمح من أكثر محاصيل الحبوب Cereals أهميةً في القطر العربي السوري. وتشكل المساحة المزروعة بعلاً
بالقمح القاسي نحو (302581 هكتاراً) (المجموعة الزراعية الإحصائية، 2008)، حيث تشكل قرابة 50%
من المساحة الكلية المزروعة بالقمح القاسي. ويُلاحظ انخفاض متوسط
إنتاجية القمح القاسي تحت ظروف الزراعة المطرية (219 كغ . هكتار^-1)، بالمقارنة مع ظروف الزراعة المروية (2703 كغ . هكتار^-1) (المجموعة الزراعية الإحصائية، 2008)،
ويمكن أن يعزى ذلك إلى تراجع معدل الهطول المطري، وسوء توزيعه خلال
موسم النمو، وتذبذبه من موسمٍ زراعيٍ لآخر، بالإضافة إلى تدني
مستوى الخدمات الزراعية المقدمة للمحصول، نتيجة تدني الإنتاجية في
مثل تلك النظم الزراعية. تُعد الأعشاب الضارة Weeds  من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى خفض الإنتاج الزراعي (المعمار،
1997). كما ُتعد عملية ضبط الكثافة النباتية (معدل البذار)  Seeding rate أحد العوامل الرئيسة المحددة لكفاءة المحصول في
الحصول على متطلبات النمو (Harper، 1977).
ُتساعد عملية معاملة البذور قبل الزراعة ببعض المحاليل المغذية Seed dressing،
التي تضم العناصر المعدنية المغذية الكبرى  والصغرى  في
تحسين معدل نمو الجذور والأجزاء الهوائية، الأمر الذي ُيساعد في
تغطية سطح التربة بشكلٍ مبكر، ما يساعد في تقليل معدل فقد الماء
بالتبخر Evaporation.  لذلك
تُعد عملية تطوير حزمـة التقانات الزراعية المحسَّنة، وتحديـد نسبة
مسـاهمة كل مكـون فيهـا في تحديد الغلة الحبية، من العوامل المهمة
المحددة لغلة محصول القمح القاسي في البيئات الجافة وشبه الجافة (Pankovic  و Malesevic،
2005).

أدى ترك الأعشاب الضارة في حقول القمح إلى تخفيض غلة المحصول
الحبية بنسبة 41%، نتيجة تراجع متوسط عدد الإشطاءات المتشكلة في
النبات، وعدد الحبوب في السنبلة. وأدَّت عملية التعشيب اليدوي إلى
زيادة غلة المحصول الحبية بنحو 52% بالمقارنة مع الحقول غير
المعشبة (Aboziena  وزملاؤه، 2007). وأظهرت نتائج التجارب التي نفذهاTompkins  وزملاؤه (1991)
لدراسة تأثير معدلات البذار في غلة محصول القمح الحبية، ومكوناتها Yield components ازدياد غلة محصول القمح الحبية عند تقليل المسافة بين السطور،
وزيادة معدل البذار تحت ظروف النمو المثالية. ويعزى ذلك إلى زيادة
عدد السنابل في وحدة المساحة، وتثبيط نمو الأعشاب الضارة، في حين
ازداد عدد الحبوب المتشكلة في السنبلة الواحدة، ومتوسط وزن الألف
حبة عند تقليل معدلات البذار. وقد أظهرت نتائج تجربة أجريت في
إيطاليا على خمسة أصناف من القمح القاسي بهدف تقييم معاملة تكسية
البذور ومعرفة تأثيرها في غلة محصول القمح الحبية، أنّ أداء جميع
هذه الأصناف كان معنوياً أفضل عند معاملة البذور بالعناصر المعدنية
المغذية الصغرى بالمقارنة مع البذور التي لم تتم معاملتها، حيث
زادت نسبة الإنبات، والغلة الحبية في جميع الأصناف التي تمت فيها
معاملة البذور بالمحاليل المغذية بنسبة 19.7% ، و14.8% على التوالي (Troccoli et al.,
1998).

أهداف البحث Objectives :

1.  تحديد
أهم الصفات الكمية المرتبطة مع المحافظة على كفاءة المحصول
الإنتاجية تحت ظروف الزراعة المطرية.

2.  تحديد
نسبة مساهمة مكونات حزمة التقانات الزراعية في تحسين غلة المحصول
الحبية.

مواد البحث وطرائقه Materials and Methods:

المادة النباتية: تمَّت الدراسة على صنفين من القمح القاسي، هما شام₅،
ودوما₁(أكساد₁₁₀₅).

موقع تنفيذ التجربة: ُنفذت التجربة في محطة بحوث حوط التابعة لمركز البحوث العلمية
الزراعية في محافظة السويداء، التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1125م،
ويقدّر معدل الهطول المطري السنوي فيها بنحو 245 ملم.

المعاملات الزراعية Treatments:

تكسية البذور بالمحاليل المغذية  :Seed dressing تمَّت معاملة البذور قبل الزراعة بمحلول يضم بعض العناصر المعدنية
الكبرى (N
9% + P 15%)
وبعض العناصر المعدنية الصغرى المهمة لمحصول القمح (%18 Zn⁺² ، %6 Cu⁺²،
%27.4 Mn⁺²)
بمعدل 5 لتر محلول للطن الواحد من البذار. تمَّ الحصول على
المحاليل المغذية (Synergize
up)
من شركة Phosyn البريطانية.

معدل البذار Seeding rate: تمَّت دراسة تأثير الكثافة النباتية (معدل البذار) في غلة محصول
القمح الحبية،   من خلال زراعة ثلاثة معدلات بذار مختلفة
(6، 9، 12 كغ . دونم^-1)، بهدف تحديد معدل البذار الأمثل  ضمن
منطقة الدراسة.

مكافحة الأعشاب الضارةWeed
control : تمَّت مكافحة جميع الأعشاب الضارة Weeds في حقل التجربة باستعمال التعشيب اليدوي، في حين ُترك الحقل الشاهد
بدون تعشيب.

نسبة مساهمة مكونات حزمة التقانات الزراعية المدروسة في الغلة
الحبية ومكوناتها:

   تمَّ تحديد مجموعة المعاملات المثلى التي تمَّ الحصول عندها على
أعلى قيمة للصفة المدروسة Optimum Cultural
Practices (OCP)،
ومن ثمَّ تم حساب نسبة الانخفاض في قيمة الصفة المدروسة بغياب إحدى
هذه المعاملات TRD(y)،
وقد حُسبت كافة القيم كمتوسط للصنفين المدروسين. تمَّ ذلك باستعمال
المعادلة الرياضية الآتية:

حيث أنَّ:

 TRD(y)% : نسبة الانخفاض في الصفة المدروسة بغياب المعاملة y (%).

OCP_X1:
قيمة الصفة المدروسة عند حزمة التقانات المثلى لدى الصنف X₁.

OCP_Xn:
قيمة الصفة المدروسة عند حزمة التقانات المثلى لدى الصنف X_n.

OCPDY:
حزمة التقانات المثلى بغياب المعاملة y.

OCPDY_X1:
قيمة الصفة المدروسة عن حزمة التقانات المثلى بغياب المعاملة y لدى الصنفX₁.

OCPDY_Xn:
قيمة الصفة المدروسة عن حزمة التقانات المثلى بغياب المعاملة y لدى الصنف X_n.

N:
عدد الأصناف المدروسة.

 تمّت
صياغة المعادلة السابقة من قبل كلٍ من الباحثة والأساتذة المشرفين،
وتستعمل لأول مرة في هذا البحث

طريقة الزراعة:

تمَّت الزراعة بتاريخ 30/11/2008، حيث قُسِّم الحقل إلى72 قطعة
تجريبية (24 معاملة × 3 مكررات)، وزُرعت الأصناف المدروسة بواقع 10
سطور في كل قطعة تجريبية، وبفاصل 20 سم بين السطر والآخر، واختلفت
المسافة بين النباتات في السطر الواحد تبعاً للكثافة النباتية
المزروعة. تمَّت إضافة السماد الآزوتي والفوسفوري إلى كافة القطع
التجريبية بناءً على نتائج تحليل التربة. وسُجلت القراءات على خمسة
نباتات اختيرت بشكلٍ عشوائي من السطور الوسطى في كل قطعة تجريبية.
وُضعت التجربة وفق تصميم القطاعات العشوائية الكاملة المنشقة
المنشقة Split-split RCBD  بواقع
3 مكررات لكل معاملة. وتمَّ تحليل البيانات باستعمال برنامج
التحليل الإحصائي Mstat-C.

الصفات المدروسة Investigated traits:

متوسط عدد الحبوب في السنبلة:
حُدد من خلال حساب متوسط عدد الحبوب الكلي في النبات، ثم تقسيم
الناتج على متوسط عدد السنابل في النبات الواحد.

متوسط عدد الحبوب في النبات:
تمَّ فرط جميع السنابل من خمسة نباتات من كل مكرر، ومعاملة، وحسب
عدد الحبوب بواسطة عداد الحبوب الآلي، وقسّم الناتج على 5، لحساب
متوسط عدد الحبوب في النبات الواحد.

وزن الألف حبة (غ):
قُدر على أساس الوزن الرطب للحبوب وفق المعادلة الآتية (علي
وزملاؤه، 2008):

النتائج والمناقشة Results and discussion :

متوسط عدد الحبوب في السنبلة: يُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتكسية
بالمحاليل المغذية أنَّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف شام₅ عند معدل
البذار الأدنى وفي البذور المعاملة بالمحاليل المغذية قبل الزراعة
(37.54 حبة . سنبلة^-1)، في حين كان الأدنى معنوياً لدى
نباتات الصنف دوما₁ عند معدل البذار الأعلى وفي البذور
غير المعاملة بالمحاليل المغذية (27.59 حبة . سنبلة^-1)
(الجدول1). ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار،
والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف شام₅ عند معدل
البذار الأدنى في القطع التجريبية المُعشَّبة (38.04 حبة. سنبلة^-1)،
في حين كان الأدنى  معنوياً  لدى  نباتات
الصنف دوما₁ عند معدل البذار الأعلى في القطع التجريبية
غير المُعشَّبة (27.51 حبة . سنبلة^-1) (الجدول1).
ويُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل الأصناف مع معاملتي التكسية بالمحاليل
المغذية والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف شام₅ في البذور
المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة (36.32 حبة . سنبلة^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ في
البذور غير المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (28.70 حبة .
سنبلة^-1). ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل معدلات البذار مع
التكسية والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة كان الأعلى معنوياً عند معدل البذار الأدنى في البذور المعاملة
بالمحاليل المغذية والقطع التجريبية المُعشَّبة (36.62 حبة. سنبلة^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً عند معدل البذار الأعلى في البذور غير
المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (26.34 حبة. سنبلة^-1).
ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل جميع المتغيرات بعضها ببعض أنَّ متوسط عدد الحبوب في السنبلة كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف شام₅ عند معدل
البذار الأدنى في البذور المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة
(38.60 حبة . سنبلة^-1)، في حين كان الأدنى معنوياً  لدى
نباتات صنف القمح القاسي دوما₁ عند معدل البذار الأعلى،
والبذور غير المعاملة، والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (25.70 حبة
. سنبلة^-1) (الجدول1).

الجدول رقم (1): متوسط عدد الحبوب في السنبلة (حبة . سنبلة^-1).

متوسط عدد الحبوب في النبات Number of grain per plant:

يُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتكسية
بالمحاليل المغذية أنَّ متوسط عدد الحبوب في النبات كان الأعلى معنوياً لدى نباتات صنف القمح القاسي شام₅ عند معدل البذار الأدنى، وفي البذور المعاملة بالمحاليل المغذية
قبل الزراعة (62.28 حبة . نبات^-1)، في حين كان الأدنى
معنوياً لدى نباتات صنف القمح القاسي دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى، وفي البذور غير المعاملة والمعاملة قبل الزراعة
بالمحاليل المغذية  (44.91، 46.03 حبة . نبات^-1 على
التوالي) وبدون فروقاتٍ معنويةٍ بينهما (الجدول2). ويُلاحظ بالنسبة
إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في النبات كان الأعلى معنوياً لدى نباتات كل من الصنفين شام₅،
ودوما₁ عند معدل البذار الأدنى وفي القطع التجريبية
المُعشَّبة (62.91، 60.28 حبة . نبات^-1 على التوالي)
وبدون فروقات معنوية بينهما، في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات
صنف القمح القاسي دوما₁ عند معدل البذار الأعلى في
القطع التجريبية غير المُعشَّبة (43.84 حبة . نبات^-1)
(الجدول2). ويُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل الأصناف مع معاملتي التكسية
والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في النبات كان الأعلى معنوياً لدى نباتات صنف القمح القاسي شام₅ في البذور المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة (57.42 حبة . نبات^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات صنف القمح القاسي دوما₁ في البذور غير المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (44.23
حبة . نبات^-1). ويُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل معدلات
البذار مع التكسية والتعشيب أنَّ متوسط عدد الحبوب في النبات كان الأعلى معنوياً عند معدل البذار الأدنى في البذور المعاملة
بالمحاليل المغذية والقطع التجريبية المُعشَّبة (64.28 حبة . نبات^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً عند معدل البذار الأعلى في البذور غير
المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (43.49 حبة . نبات^-1).

ويُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل جميع المتغيرات أنَّ متوسط عدد الحبوب في النبات كان الأعلى معنوياً لدى نباتـات صنف القمح القاسي شام₅ عند معدل البذار الأدنى وفي البذور المعاملة بالمحاليل المغذية قبل
الزراعة والقطع التجريبيـة المُعشَّبة (64.79 حبة . نبات^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات صنف القمح القاسي دوما₁ عند معدل البذار الأعلى والبذور غير المعاملة بالمحاليل المغذية
والقطع التجريبية غير المُعشَّبة  (42.32 حبة . نبات^-1)
(الجدول2).

يعزى ازدياد متوسط عدد الحبوب في السنبلة والنبات عند معدل البذار
الأدنى إلى حقيقة أنَّ مساحة النبات الورقية عادةً ما تكون نسبياً
أكبر عند معدلات البذار الأدنى، وذلك نتيجة زيادة حجم الحيز
الغذائي، ما يساعد في تصنيع كميةٍ أكبر من نواتج التمثيل الضوئي،
فيزداد معدل نمو الأجزاء النباتية المختلفة، وهذا ما يتوافق مع ما
توصل إليه كلٍ من Khan (2000)،
وخليل (2007)،
وTompkins  وزملاؤه (1991).
وتؤدي عملية التعشيب بشكلٍ جيد إلى زيادة متوسط عدد الحبوب
المتشكلة في السنبلة والنبات، وذلك بسبب الحد من منافسة الأعشاب
الضارة لنباتات المحصول الرئيس على متطلبات النمو، وهذا يتوافق مع
كلٍ من Saha وزملاؤه2003) )،
وAboziena وزملاؤه (2007). بالإضافة إلى دور المحاليل المغذية في تحسين النمو
الأولي للبادرات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة كفاءة نباتات المحصول
التنافسية، وزيادة معدل نمو أجزاء النبات المختلفة وتطورها.

الجدول رقم (2): متوسط عدد الحبوب في النبات (حبة . نبات^-1).

 الغلة
البيولوجية (كغ . دونم-1) Biological yield:

 يُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتكسية
بالمحاليل المغذية أنَّ متوسط الغلة البيولوجية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي البذور المعاملة وغير المعاملة بالمحاليل
المغذية قبل الزراعة (966.50، 948.83 كغ . دونم^-1على
التوالي) وبدون فروقاتٍ معنوية بينهما، في حين كان الأدنى معنوياً
لدى نباتات الصنف شام₅ عند معدل البذار الأدنى وفي
البذور غير المعاملة (671.52 كغ . دونم^-1) (الجدول 4).
ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتعشيب
أنَّ متوسط الغلة البيولوجية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي القطع التجريبية المُعشَّبة (982.00 كغ . دونم^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً  لدى نباتات الصنف شام₅ عند
معدل البذار الأدنى  في القطع التجريبية غير المُعشَّبة  (703.17
كغ . دونم^-1). ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف مع
معاملتي التكسية بالمحاليل المغذية والتعشيب أنَّ متوسط الغلة البيولوجية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ في البذور
المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة (967.4 كغ . دونم^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً  لدى نباتات الصـنف شام₅ في
البذور غير المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة (700.8 كغ .
دونم^-1). ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل معدلات البذار مع
التكسية والتعشيب أنَّ متوسط الغلة البيولوجية كان الأعلى معنوياً عند معدل البذار الأعلى في البذور المعاملة
والقطع التجريبية المُعشَّبة (975.2 كغ . دونم^-1)، في
حين كان الأدنى معنوياً عند معدل البذار الأدنى في البذور غير
المعاملة والقطع التجريبية غير المُعشَّبة  (717.0 كغ . دونم^-1).
ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل جميع المتغيرات بعضها ببعض أنَّ متوسط الغلة البيولوجية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي البذور المعاملة والقطع التجريبية المُعشَّبة
(988.00 كغ . دونم^-1)، في حين كان الأدنى معنوياً  لدى
نباتات الصنف شام₅ عند معدل البذار الأدنى والبذور غير
المعاملة بالمحاليل المغذية والقطع التجريبية غير المُعشَّبة
والمُعشَّبة (661.33، 681.70 كغ . دونم^-1على التوالي)،
تلاهما وبدون فروقاتٍ معنوية نباتات الصنف نفسه عند معدل البذار (9
كغ . دونم^-1) والبذور غير المعاملة والقطع التجريبية
غير المُعشَّبة (696 كغ . دونم^-1) (الجدول 4).

جدول رقم (4): متوسط الغلة البيولوجية (كغ . دونم^-1)

متوسط الغلة الحبية (كغ . دونم-1):

يُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار، والتكسية
بالمحاليل المغذية أنَّ متوسط الغلة الحبية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي البذور المعاملة (383.92 كغ . دونم^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات الصنف نفسه عند معدل البذار
الأدنى وفي البذور غير المعاملة (259.21 كغ . دونم^-1)
(الجدول 5). ويُلاحظ بالنسبة إلى تفاعل الأصناف، ومعدلات البذار،
والتعشيب أنَّ متوسط الغلة الحبية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي القطع المُعشَّبة (402.42 كغ . دونم^-1)،
في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات الصنف نفسه عند معدل البذار
الأدنى في القطع غير المُعشَّبة (255.35 كغ . دونم^-1)
(الجدول 5). ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل الأصناف مع معاملتي
التكسية بالمحاليل المغذية والتعشيب أنَّ متوسط الغلة الحبية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ في البذور
المعاملة والقطع المُعشَّبة (386.4 كغ . دونم^-1)، في
حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات كل من الصـنفين دوما₁ وشام₅ في البذور غير المعاملة والقطع غير المُعشَّبة
(263.4، 281.6  كغ . دونم^-1 على التوالي) وبدون فروقاتٍ
معنويةٍ بينهما. ويُلاحظ  بالنسبة إلى تفاعل معدلات البذار مع
التكسية والتعشيب أنَّ متوسط الغلة الحبية كان الأعلى معنوياً عند معدل البذار الأعلى  في البذور المعاملة
والقطع المُعشَّبة (400.7 كغ . دونم^-1)،  في حين كان
الأدنى معنوياً عند معدل البذار الأدنى في البذور غير المعاملة
والقطع غير المُعشَّبة (235.7 كغ . دونم^-1). ويُلاحظ
بالنسبة إلى تفاعل جميع المتغيرات بعضها ببعض أنَّ متوسط الغلة الحبية كان الأعلى معنوياً لدى نباتات الصنف دوما₁ عند معدل
البذار الأعلى وفي البذور المعاملة والقطع المُعشَّبة (405.21 كغ .
دونم^-1)، في حين كان الأدنى معنوياً لدى نباتات الصنف
نفسه عند معدل البذار الأدنى والبذور غير المعاملة والقطع غير
المُعشَّبة (214.20 كغ . دونم^-1) (الجدول 5). أدت زيادة
عدد النباتات في وحدة المساحة من الأرض دوراً تعويضياً مهماً في
زيادة عدد الحبوب في وحدة المساحة، ما أدى إلى زيادة الغلة الحبية،
وهذا يتوافق مع ما توصل إليه كلٍ من Ezzat (2005)،Tompkins  وزملاؤه (1991).
ويلاحظ بالمقابل أنَّ الغلة الحبية كانت الأعلى لدى الصنف دوما₁،
ويعزى ذلك إلى كون متوسط وزن الألف حبة كان معنوياً أعلى لدى الصنف
دوما₁، بالمقارنة مع الصنف شام₅. وازدادت
الغلة الحبية في القطع التجريبية المُعشَّبة، ويعتبر ذلك نتيجة
طبيعة نتيجة انخفاض شدة المنافسة بين نباتات الأعشاب الضارة
والمحصول الرئيس وهذا يتوافق مع كلٍ منJennifer  (2004)، Saha وزملاؤه2003) ).
تؤدي أيضاً معاملة البذار بالمحاليل المغذية قبل الزراعة، إلى
تحسين النمو الأولي، ومن ثمّ تغطية سطح التربة بشكلٍ كامل خلال
المراحل المبكرة من حياة النبات، الأمر الذي يساعد في تقليل معدل فقد الماء بالتبخر Evaporation،
ويُعد ذلك مهماً جداً تحت ظروف الزراعة المطرية، حيث ترتبط الغلة
الحبية بشكلٍ كبير بكفاءة استعمال المياه، وتحويل كل قطرة ماء من
مياه الأمطار الثمينة إلى مادة جافة More crop per drop.

الجدول رقم (5): متوسط الغلة الحبية (كغ . دونم^-1).

جدول رقم (6): يبين نتائج التحليل الإحصائي للصفات المدروسة ولجميع
المتغيرات المعتمدة.

نسبة مساهمة مكونات حزمة التقانات الزراعية المدروسة في الغلة
الحبية ومكوناتها:

كانت المعاملة المثلى لصفة عدد الحبوب في النبات ووزن الألف حبة
عند البذار المعاملة بالمحاليل المغذية، والقطع التجريبية
المُعشَّبة، عند معدل البذار الأدنى (6 كغ . دونم^-1)،
في كانت المعاملة المثلى لصفة الغلة الحبية في البذار المعاملة
بالمحاليل المغذية، والقطع التجريبية المُعشَّبة عند معدل البذار
الأعلى (12 كغ . دونم^-1)، لذلك تمّ حساب نسبة مساهمة كل
مكون من مكونات حزمة التقانات المثلى في الصفات المذكورة، من خلال
حساب نسبة الانخفاض في حال غياب إحدى المعاملات المذكورة.

الجدول رقم (7):
نسبة الانخفاض في صفة الغلة الحبية ومكوناتها (%)

الاستنتاجات

1.  تسهم
قوة النمو الأولي للبادرات بتأثير التكسية في تغطية سطح التربة
بشكلٍ مبكر، وبالتالي تقليل معدل فقد الماء بالتبخر، ما يساعد في
تحسين كفاءة استعمال المياه.

2.  تؤدي
زيادة الكثافة النباتية حتى (12 كغ . دونم^-1) دوراً
تعويضياً للتراجع الذي يمكن أن يحدث لمتوسط عدد الحبوب في وحدة
المساحة.

3.  تعد
صفة وزن الألف حبة أكثر أهمية في تحديد متوسط الغلة الحبية لصنفي
القمح القاسي المدروسين بالمقارنة مع صفتي عدد الحبوب في النبات،
ووحدة المساحة.

4.   ُتعد صفة الغلة البيولوجية من الصفات المهمة المحددة لغلة محصول
القمح الحبية تحت ظروف الزراعة المطرية.

5.  لوحظ
أنَّ الكفاءة الإنتاجية لصنف القمح القاسي دوما₁ كانت
معنوياً أعلى تحت ظروف الزراعة المطرية بالمقارنة مع الصنف شام₅،
وكان أكثر استجابة للممارسات الزراعية المطبقة.

6.   ُتعد
معاملة البذار بالمحاليل المغذية قبل الزراعة، وعملية التعشيب،
وزراعة معدل البذار الأمثل من الممارسات الزراعية المهمة جداً،
لأنّها أسهمت بزيادة الغلة الحبية بنحو 5.52%، و10.19%، و8.61% على
التوالي.

المراجــع  References

• المجموعة الإحصائية الزراعية (2008).

• المعمار، أنور (1997).
  الأعشاب الضارة ومكافحتها، منشورات كلية الزراعة، جامعة دمشق،
  الجزء النظري، الصفحة: 23.

• خليل، إحسان (2007). دراسة النمو والمحصول والجودة لبعض أصناف القمح تحت معدلات مختلفة
  من البذار. أطروحة ماجستير قُدمت إلى قسم المحاصيل والنبات
  الزراعي، كلية الزراعة في اليمن، جامعة عدن.

• علي، أحمد؛ العودة، أيمن؛ صبوح، محمود (2008).
  تأثير الإجهاد المائي في بعض صفات القمح الكمية ومحتوى الحبوب من
  البروتين. مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية، المجلد(24) العدد(1)،
  الصفحات:219 – 236.

·        Aboziena,
H.F.; E.R. Ei-Desoki; S. Sharma; A.A. Omar and M. Singh (2007).
Evaluation of wheat sowing in hills on ridges as a new technique
for enhancement of wheat productivity under weed control
treatment. Egypt. J. Agron., 27.

·        Ezzat, A. (2005). Effect of seeding rate and row spacing on yield and some
agronomic traits of dryland bread wheat. Agricultural And
Natural Resource Research Center (Iran).P 36.

·        Harper, J.L (1977).
Population  biology of plants. Academic Press, London.

·                    Jennifer, B.; Wendy, A.; Sophie,
B.; Martin, E.; S. Steve  (2004). Effect of seeding rate and fertility levels on weeds. Natural
Science and Engineering Research Council. Canada.

·                    Khan, S  (2000). Effect of seed rates and row spacing on tow wheat cultivars
under dry conditions. Agricultural University of Peshawar
(Pakistan). P 68.

·        Pankovic, L; M.  Malesevic
(2005).
Influence of sowing date and nitrogen supply level on small
grains. Serbian.

·                    Shah, W.A. Khan; N. Khan; M.A.
Zarkoon;  J. Bakht  (2003).
Effect of weed management at various growth stages on the yield
and yield components of wheat. Pakistan Journal of Weed
Science Research. 9 (1-2): 41-48.

·        Tompkins, D.K.; G.E. Hultgreen;
A.t. Wright; and D.B. Fowler (1999). Seed rate and row spacing of no-till winter wheat published in Agronomy .J.83: 684-689.

·        Trccoli, A.; G.Codianni,
Paoletta,;  A.Gallo,; and N. Di fonozo (1998). Seed dressing in durum wheat. Istituto sperimental per la
Cerealioltura, Rome (Italy).v.44(2) :41-43.