إعداد:المهندس الزراعي رامي حرب
* مقدمة:
لقد استخدمت الحرائق منذ القدم في جميع أنحاء العالم من أجل مقاومة الآفات , وتحضير الأرض للزراعة، وزيادة كمية النباتات المستساغة من قبل الحيوانات الأليفة، ولكن تعتبر الحرائق العامل الرئيسي المدمر للغابات في أنحاء عديدة من العالم كما تتسبب بأضرار اقتصادية وبيئية فادحة، وخلال فترة من دقائق إلى ساعات يمكن أن تحول النيران غابة خضراء إلى رماد، وتؤدي في بعض الحالات إلى موت العديد من السكان المحليين ورجال الإطفاء والحيوانات الأليفة والبرية.
* كيف تتصرف إذا ما شاهدت حريقاً:
1- لا تعمد إلى الفرار أو الابتعاد.
2- اقطع غصناً أخضر واضرب به اللهب.
3-وأخبر أقرب مركز للحراج أو الإطفاء على الأرقام المجانية التالية 188– 113.
4- لا ترتبك وتصرف بحكمة وتعقل.
تعتبر مديرية الزراعة بالسويداء من أهم الفعاليات التي تشارك في إطفاء الحرائق وخاصة حرائق الغابات فهي تمتلك إمكانيات و تجهيزات كبيرة مسخرة في هذا المجال فيوجد في المديرية 11 صهريج مزود بقاذف للماء يصل إلى مسافة جيدة، و فرقة إطفاء حرائق لا يقل عددهم عن 10 عمال موجودين على مدار 24 ساعة، وسيارة لنقل عمال الفرقة ومعداتهم اللازمة من ((خراطيم إطفاء وغيرها …..))، بإضافة إلى حراس موسميين في المواقع الحراجية .
* ما هو حريق الغابة؟
حريق الغابة عبارة عن احتراق غير مسيطر عليه، يستجيب بحرية للبيئة ويستهلك الوقود الطبيعي Natural fuels ( الأوراق ، الثمار ، اللحاء ، الأعشاب…) .
حتى يحدث الحريق لابد من توفر ثلاثة شروط تعرف باسم مثلث الحريق.
* فصل الحريق في المناطق الحراجية
فصل الحرائق Fire season هو الفترة أو الفترات من السنة التي يحتمل حدوث حرائق وانتشارها وتسببها بأضرار كافية لتبرير استخدام فرق منظمة لمكافحة الحرائق . يتحدد طول فصل الحريق وشدة الحرائق التي تحصل خلاله في منطقة معينة بشكل رئيسي من خلال المناخ
* أنواع الحرائق في الغابات:
1- الحرائق السطحية:
عبارة عن الحرائق التي تحدث على سطح الأرض فقط، وتلتهم الأجزاء النباتية المتراكمة في أرض الغابة وجزء من المادة العضوية المتراكمة، كما تقتل النار عادة الشجيرات والنباتات العشبية و البادرات وحتى الأشجار الصغيرة من الأنواع السائدة ،تكون حرارة الحرائق السطحية عادة منخفضة نسبياً ولا تسبب تغيرات جوهرية في بيئة أو تركيب الغابة.
2- الحرائق التاجية :
على عكس الحرائق السطحية، تحرق الحرائق التاجية أوراق وأفرع وأغصان الأشجار السائدة، كما أنها تحرق السوق وتنزل إلى أرض الغابة، في كثير من الأحيان الحرارة المرافقة للحرائق التاجية أعلى بكثير من تلك المرافقة للحرائق السطحية، لا يمكن السيطرة عادة على هذا النوع من الحرائق إلى بعد أن ينزل إلى الأرض.
3- الحرائق الأرضية:
تظهر عادة في الغابات التي يتراكم في أرضها كميات كبيرة من المواد العضوية، وخاصة في الأماكن الرطبة ( المستنقعات) وذلك عندما تتعرض للجفاف، تشتعل هذا النوع من الحرائق عادة بشكل بطيء جداً خلال فترات زمنية طويلة وقد يستهلك جميع المواد العضوية المتراكمة على سطح الأرض. في بعض الأحيان نجد تداخل بين الأنواع الثلاثة لهذه الحرائق في الوقت نفسه، الحرائق السطحية عادةً هي الأكثر شيوعاً ،
* أسباب حرائق الغابات:
1- عوامل مناخية:
عندما يزيد متوسط الحرارة في النهار عن الـ30م° يؤدي إلى انخفاض رطوبة البقايا العضوية المتساقطة إلى مادون 5% تحت هذه الظروف يمكن للحرائق أن تبدأ من أي مسبب (سيجارة ، برق، عود ثقاب…الخ).، كما تلعب الرياح دوراً أساسياً أيضاً في الحرائق، لاسيما رياح الخماسين التي تميز سوريا ولبنان، تسبب هذه الرياح انخفاض في الرطوبة الجوية إلى ما دون 30%كما أنها كما أنها تنقل الحرائق إلى أماكن بعيدة.
2- طبيعة النبات الحراجي:
هناك أشجار تساعد للحرائق مثل الصنوبر و السرو حيث تحتوي أنواع الصنوبر على تراكيز عالية من الراتنج Resin وبعض الزيوت التي تجعل النباتات عالية القابلية للاشتعال، كما يوجد أشجار مقاومة للحريق مثل السنديان عن طريق الصفات المورفولوجيا لمقاومة الحرائق، حيث يتميز السنديان الفليني بقشرة سميكة مميزة تعزل الكامبيوم مما يسمح له بمقاومة الحرائق، وتتميز السنديانيات أيضاً بوجود عدد كبير من البراعم النائمة أو الساكنة مما يؤمن إعطاء نموات جديدة بعد حرق الأجزاء الهوائية مثل السنديان العادي.
3- أسباب أخرى:
1- إلقاء أعقاب السجائر.
2- إشعال النار تحت الأشجار.
3- إلقاء زجاجة فارغة.
4- حرق الأعشاب والأشواك في الأراضي الزراعية الملاصقة للحراج.
5- جهل المتنزهين في الغابة والصيادين في مواسم الجفاف بطبيعة اشتغال الأشجار الحراجية وخاصة الصنوبرية منها.
وهذه الأسباب قد تكون مقصودة أو غير مقصودة أو بسبب الإهمال، ويمكن القول بأن أسباب حرائق الغابات هي بشرية بامتياز، ولذلك لابد من معالجة سلوك الأشخاص الموجودين على تماس مباشر مع الغابات.
* العوامل التي تؤثر على سلوك النار وسرعة انتشار الحريق في الغابات:
1- طبوغرافيا الأرض
2- سرعة واتجاه الرياح
3- الرطبة حيث كلما قلت الرطوبة زادة سرعة انتشار الحريق
4- كثافة المواد القابلة للاشتعال وطبيعتها
5- الفصل الذي يحدث به الحريق
* تتوقف الأضرار التي تسببها الحرائق في الغابات على :
1- حجم الحريق
2- مدة الحريق
3- كثافة وتركيب الغابة
* الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المترتبة على حرائق الغابات:
1– تأثير الحرائق على حباة الأشخاص:
كثيراً ما تتسبب حرائق الغابات بفقدان الأرواح سواء لعمال الإخماد أو للسكان المحليين.
2- تأثير الحرائق على البيئة الموضعية:
للغابة تأثير ملطف على المناخ، فالحرارة ضمن الغابة تكون أخفض في الأشهر الحارة من خارج الغابة ، كما أنها تكون أدفأ في الفصول الباردة ، لذلك ستؤدي الإزالة الجزئية أو الكلية للأشجار إلى انخفاض الحرارة في الفصول الباردة وارتفاعها في الفصول الحارة، تتأثر أيضاً حركة الهواء، وكمية الإشعاع الشمس، والرطوبة الجوية ضمن الغابة بإزالة الغابة كلياً أو جزئياً مما يقود إلى تأثيرات جانبية على طبقة تحت الغابة وعلى التربة وما فيها، كل هذا يقود إلى تغييرات جوهرية في كمية التبخر النتح، واعتراض التيجان للأمطار، وتسرب الماء ضمن التربة و تمعدن العناصر الغذائية. الخ…
3- تأثير الحرائق على التنوع الحيوي:
يؤثر الحريق على الحياة البرية، قد تقتل النار بعض الطيور والحيوانات وتدمر مسكنها.كما تؤثر الحرائق في تعديل البيئة الموضعية بشكل شديد حيث تؤثر على الفلور (نباتات) أو الفونا ( حيوانات التربة) المحلية.
4- تأثير الحرائق على التربة:
تعمل الأشجار الحراجية على تثبيت التربة والمحافظة على خصوبتها لذلك سيؤدي زوال الغابة تحت تأثير النار إلى انجراف التربة وانخفاض خصوبتها يظهر هذا التأثير بشكل واضح في المناطق الجبلية المنحدرة وتزداد الخطورة مع زيادة الانحدار وكمية الهطول السنوية.
5- تأثير الحرائق على المياه الجوفية:
إن غياب الغابة يؤدي إلى انخفاض كمية المياه التي تمر ضمن التربة وتغذي المياه الجوفية، أي عوضاً عن مرور ماء المطر ضمن التربة وصولاً إلى الخزانات الجوفية، فإن ماء المطر يسيل على السطح جارفاً معه التربة ومتسبباً بكوارث على المستوى المحلي، ويمتد الأثر أحياناً إلى أبعد من ذلك.
* الإجراءات المتبعة لحماية الغابات من الحرائق:
1- إجراءات وقائية ( إنسانية Anthropogenic):
بما أن الإنسان هو المسبب الرئيسي للحرائق الحراجية ، فلابد من ضبط سلوكه بما يضمن سلامة الغابة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرق ثلاث هي التثقيف و التربية البيئية ،و تنظيم استعمال الموارد الطبيعية وتطبيق القوانين وتهدف هذه الطرق الثلاث إلى خلق الوعي لدى الناس بأهمية الغابات، وفوائدها المباشرة وغير المباشرة، والأضرار التي قد تنجم عن حرائق الغابات كما تهدف إلى تعليم جميع مستخدمي الغابات على اتخاذ التدابير الوقائية والاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الحرائق والتعامل معها عندما تحدث.
2- إجراءات وقائية طبيعية أو بيئية:
تهدف هذه المجموعة من الإجراءات إلى منع الاشتعال عن طريق إزالة الوقود عالي الخطورة،مثل التقليم و التفريد، إزالة الأشجار الميتة ومخلفات الاستثمار وتحديد المساحة التي يمكن أن تنتشر فيها النار في حال حدوثها ومراقبتها. وإنشاء خطوط النار” : وخطوط النار هي عبارة عن طرق داخل ((المناطق الحراجية)) أو مناطق خالية من النباتات تعمل على تقسيم الموقع الحراجي إلى أقسام وذلك لمنع انتشار الحريق من منطقة إلى أخرى , كما يفيد في سهولة وصول الآليات المشاركة في إخماد الحريق إلى موقع الحريق .
وعند عمل خط النار يجب مراعاة ما يلي :
أن لا يكون خط النار أعرض من الضروري واللازم.
تنظيف الخط من المواد العضوية الحية والميتة.
3- إجراءات الكشف والإنذار المبكر: يتم ذلك بطرق عدة منها:
– أبراج المراقبة.
– الدوريات المحمولة أو الراجلة.
– حراس الغابات .
– والمتطوعون من سكان الغابات .
– وبعض الأجهزة الإلكترونية الحديثة .
إن الكشف عن الحريق هو الخطوة الأولى في السيطرة عليه، ولذلك كلما تم ذلك بسرعة كانت النتائج أفضل، في هذا السياق لابد من تشجيع جميع المواطنين على الاتصال بالرقم المجاني 188 من أي جهاز هاتف للإبلاغ عن أي حريق أو دخان يشاهده أي شخص.
4- التصدي للنيران وإخمادها :
هناك طرق عديدة لإخماد الحرائق تهدف جميعها إلى كسر مثلث الحريق أي:
1- إزالة الوقود لوقف تقدم النار.
2- منع وصول الأكسجين للحريق.