استعراض لأهم مشاكل تقليم أشجار التفاح في محافظة السويداء

إعداد : م. عصام حديفة

pruning-apple

   توزع زراعة أشجار التفاح في السويداء

تحتل شجرة التفاح المرتبة الأولى بين الأشجار المثمرة من حيث المساحة المزروعة في المحافظة حيث تبلغ المساحة الإجمالية المزروعة : 12455 هكتار منها 5247 تقع ضمن مناطق الاستقرار الثانية  ويبلغ عدد الأشجار الكلي : 2664 الف شجرة المثمر منها 1688 الف شجرة وتمثل  63,3   % .

·        دائرة زراعة السويداء : 11158 هكتار وتمثل 6, 89% من المساحات المزروعة.

·        دائرة زراعة صلخد : 970 هكتار تمثل 7,7 % من المساحات المزروعة.

·        دائرة زراعة شهبا : 327 هكتار تمثل 2,7 % من المساحات المزروعة.

يتراوح الإنتاج السنوي بين 30-50 ألف طن وذلك تبعا للظروف المناخية وكميات الهطولات المطرية.

   مفهوم عملية التقليم  هو قطع أو إزالة  أو تقصير بعض الأجزاء الحية أو الميتة من الشجرة بهدف التنشيط الحيوي والوظيفي ومن اجل تحقيق أهداف التقليم في مرحلة معينة , قد تكون الأجزاء المزالة فرعا ثمريا أو خضريا أو جذورا , ثمارا أو أزهارا , والغاية من ذلك المحافظة على حياة ونمو الأشجار وتحسين القدرة الإنتاجية كما ونوعا خلال مراحل حياتها.

   الهدف  من تقليم الأشجار المثمرة 

l     تكوين هيكل قوي ومتين ( تقليم التربية ) .

l     التحكم بحجم الشجرة وتوزيع الأفرع بشكل جيد لتأمين الإضاءة والتهوية .

l     تخفيف التزاحم بين الافرع وتسهيل عمليات الخدمة .

l     إزالة الافرع المريضة والمتكسرة  والمزاحمة .

l     تأمين تعرض سطح الإثمار للإضاءة للمحافظة على الإثمار وتحسين نوعيته .

l     إيجاد التوازن بين المجموع الخضري والمجموع الثمري .

l     الحصول على ثمار عالية الجودة وذات مواصفات جيدة .

l     إزالة الخشب ضعيف الحمل  , تجديد الأشجار الهرمة ( التقليم التجديدي ) .

   أهم مشاكل التقليم في المحافظة

1-    عدم توفر اليد العاملة الفنية و الخبيرة وإجراء التقليم من قبل مجموعات غير مدربة

2-   التقليم غير المتوازن ( نمو خضري أعلى من النمو الثمري ) أو العكس

3-   إتباع طرق تربية غير صحيحة وعشوائية

4-   ضعف الفرع الهيكلية وتفرعها من نقطة واحدة

5-   عدم التقييد بالمواعيد الصحيحة لإجراء عملية التقليم ( التبكير أو التأخير )

6-   عدم التخلص من بقايا التقليم في بعض الحقول وتركها عل الجوانب

7-   عدم إجراء الرش بالزيوت الشتوية

8-   عدم إجراء التقليم الصيفي

9-   عدم إجراء التقليم التجديدي

10-  تدني الإنتاجية والنوعية في بعض البساتين

11-  عدم انتظام الحمل ( تناوب الحمل أو المعاومة )

 التقليم الجائر / يسبب تأخر دخول الأشجار في طور الإثمار

التقليم الجائر / يسبب تأخر دخول الأشجار في طور الإثمار

 كثافة الأفرع الهيكلية والثانوية

كثافة الأفرع الهيكلية والثانوية

التربية على عدة سوق

التربية على عدة سوق

 التبكير في عملية التقليم ، يحرم الأشجار من كميات من المواد الغذائية الاحتياطية

التبكير في عملية التقليم ، يحرم الأشجار من كميات من المواد الغذائية الاحتياطية

 

الموعد الأمثل لإجراء عملية التقليم

لمعرفة الموعد الأمثل لإجراء عملية التقليم لا بد من معرفة المراحل الأساسية لنمو الأشجار واستخدام المواد الغذائية ، ونميز ثلاث مراحل سنوية في حياة  أشجار التفاح وهي :

1-   مرحلة تفتح البراعم وبدء النمو السنوي : وفي هذه المرحلة تستخدم الأشجار المواد الاحتياطية المتراكمة في انسجه الشجرة .

2-   مرحلة النمو القوي  : وفي هذه المرحلة تستخدم الأشجار المواد الغذائية المصنعة حديثا .

3-   مرحلة توقف النمو الطولي وتوضع المواد الغذائية الاحتياطية : وتمتد هذه المرحلة من توقف النمو وحتى سقوط الأوراق وفي هذه المرحلة يتم ترحيل جزء هام من المواد الغذائية المصنعة من الأوراق أو الأفرع الرفيعة إلى الأجزاء الغليظة و الجذور التي تعتبر مستودعا لتخزين المواد الغذائية. وتستمر عملية الترحيل هذه لمدة 2-3 أسبوع بعد سقوط الأوراق . إن التكبير في عملية التقليم يعني حرمان الأشجار من مواد غذائية احتياطية، ويكون تفتح البراعم قويا ونسبة العقد افصل كل ما كانت كمية المواد الاحتياطية المدخرة كافية ، علما إن المواد الاحتياطية ترفع من مقاومة الأشجار للصقيع .   كما إن التأخير في إجراء عملية التقليم إلى ما بعد سريان العصارة وتفتح البراعم يؤدي أيضا إلى فقد كمية كبيرة من المراد الغذائية التي تكون قد اندفعت إلى نقاط النمو .

لذلك…

إن الفترة المناسبة و الأمثل لإجراء عملية التقليم تكون بعد تساقط الأوراق بـ 2-3 أسبوع وتستمر حتى مرحلة انتفاخ البراعم

 

   تعريف ظاهرة المعاومة

  ميل الأشجار إلى الحمل الغزير في سنة ما وإعطائها محصولا ضئيلا , أو قد لا تحمل أبدا في السنة التي تليها وتدعى سنة الحمل الغزير (On year) سنة الحمل الخفيف (Off year)وتظهر هذه الصفة بوضوح في بعض أصناف الحمضيات والتفاحيات ونخيل البلح والزيتون والمانجا والكاكي والفستق الحلبي .. وتحدث بدرجة اقل أو تنعدم في بعض الأنواع الأخرى  و نجد في التفاح أصناف تتميز بحملها السنوي غير المنتظم وأصناف أخرى تميل نحو انتظام الحمل السنوي   ويمكن لمحصول متوسط الكمية أن يسبب عدم انتظام الحمل في الحالات التي لا تتوفر فيها للشجرة الخدمة الجيدة والشروط البيئية المناسبة التي تساعد على تكوين عدد كبير من البراعم الزهرية.

  تعتبر ظاهرة المعاومة من الظواهر السلبية التي تواجه مزارعي الفاكهة التي تميل إلى الدخول في هذه الظاهرة  ففي سنة الحمل الغزير تكون الثمار صغيرة ورديئة المواصفات مقارنة بالثمار الناتجة عن أشجار ذات حمل طبيعي  استجابة لغزارة المحصول في سنة الحمل الغزير فان الأشجار ستحمل عددا قليلا من الثمار في السنة التالية ( أو قد لا تحمل أبدا ؟ ) بسبب تأثيرات عديدة تمنع تكون الأزهار أو تقلل من نسبتها و تختلف هذه التأثيرات حسب نوع المحصول ولكنها تشترك جميعها في استنفاذ المخزون الغذائي من الشجرة في سنة الحمل الغزير.

  العوامل التي تؤثر على حدوث المعاومة

  1.    يتأثر ظهور ووضوح ظاهرة المعاومة بالدرجة الأولى بالعوامل البيئية  وعمليات الخدمة التي تطبق على الاشجار من تقليم وتسميد خاطئ أو إهمال في الخدمة إلى جانب كون هذه  الظاهرة صفة وراثية تورثها الأجيال لبعضها.

  2.    بعض الصفات الوراثية الخاصة بالنوع أو الصنف .

  3.    يمكن أن ترجع للحمل الزائد .

  4.    الإصابات الحشرية والمرضية .

  5.    الظواهر الفيزيولوجية ( الوظيفية )

  تأثير الظروف البيئية  : 

    إن توفر الظروف البيئية الجيدة من حرارة ورطوبة مناسبتين وتغذية جيدة تؤدي إلى حمل غزير نظرا للإزهار الجيد والعقد والإخصاب الجيدين ويمكن لذلك أن يدفع الشجرة إلى المعاومة في السنة التالية  كما  أن حدوث الصقيع الربيعي يقلل من محصول السنة ويزيد من تكشف وتكون البراعم الزهرية لمحصول العام التالي وخاصة في  التفاحيات.

    إن هطول الأمطار أثناء فترة  الإزهار قد يسبب نقصا حاد في المحصول كون الأمطار نعمل على إزالة حبوب اللقاح من على  المياسم بعد التلقيح مباشرة  تغسل الأمطار المادة اللزجة التي على المياسم وعند التلقيح لا تلتصق حبوب الالقاح بمياسم الأزهار  وتتشرب حبوب الالقاح مياه الأمطار فتنتفخ وتنفجر .

    إن الظروف البيئية غير المناسبة كارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام الري خلال الإزهار وعقد الثمار يسبب تساقط كبير للأزهار والثمار العاقدة يدفع ذلك الأشجار إلى المعاومة .

    زراعة التفاح ممكنة في المناطق التي لا يرتفع فيها معدل الحرارة عن 7 درجة مئوية لمدة لا تقل عن شهرين ونصف  ولا ترتفع صيفا عن 26 درجة مئوية  , ان أي ارتفاع لدرجات الحرارة خلال موسم نمو شجرة التفاح عن 27 درجة يؤثر سلبا على الشجار التفاح  .

    يلعب التقليم الخاطئ دورا كبيرا في ظهور هذه الصفة , فان التقليم الجائر يقلل من محصول العام وبالتالي يزيد من تكون البراعم الزهرية التي ستحمل العام القادم كاستجابة للحمل القليل في السنة السابق , كما ان إهمال عملية التقليم قد يكون له نفس الأثر  ؟

   الأسباب الفسيولوجية لحدوث المعاومة

*   يعتقد البعض أن نسبة النشاء المختزن في الأشجار لها دور هام في ظهور أو عدم ظهور صفة تبادل الحمل .

*   يتجمع النشاء عادة في موعد تكشف البراعم الزهرية ويتحول الى مادة ذائبة ونشطة , وكلما زادت كمية النشاء المتجمع في الشجرة كلما زاد عدد الازهار .

*   إن تخليق الأزهار يتوقف إلى حد ما على وجود وتجمع النشاء كمقياس مباشر .

*  في سنوات الحمل الغزير أن العدد الزائد من الثمار وعمليات النضج التي ستحصل تستنفذ بالتأكيد نسبة كبيرة من النشاء المخزنة بالشجرة وهذا ما يقلل  نصيب البراعم الزهرية منه بالتالي يقل عدد البراعم المتكشفة التي ستحمل محصول العام التالي إذ انه من المعروف ان تكشف الأزهار وتمايز البراعم الزهرية يتم قبل عام من حملها  ( شاندر 1991).

*   هناك اعتقاد يتعلق بنسبة N/C   وكمية الآزوت في الأشجار , حيث إن زيادة الآزوت  تقلل من هذه النسبة ( علما إن  النسبة الملائمة لتخليق الأزهار  لدى اغلب أنواع الفاكهة غالبا ما تكون 26/ 20  ).

*  ان زيادة هذه النسبة تقلل من نسبة الإزهار وكذلك زيادة الازوت ستزيد من النموات الخضرية الغضة والتي ستحتاج إلى كميات كبيرة من الكربوهدرات   وبالتالي ستقلل من مخزون الكربوهدرات ( النشاء) في الشجرة . الا ان هذا الاعتقاد قد يشوبه شيء من التضاد حيث ان زيادة النمو الخضري تعني زيادة المسطح الورقي وبالتالي ستزداد عملية التركيب الضوئي المنتجة للسكريات .

   كيفية الحد أو التقليل من ظاهرة المعاومة ؟

  لا توجد طريقة معينة من شانها ان تلغي ظاهرة المعاومة خاصة في الأصناف التي تميل بشكل كبير للدخول في هذه الصفة ولكن يجب مراعاة  بعض النقاط منها :

1.    استخدام الأصناف التي تتمتع بانتظام الحمل واستبعاد التي تميل إلى المعاومة

2.    منع العقد الزائد عن طريق التقليم المتوازن واللجوء إلى الخف المبكر للثمار في سنوات الحمل الغزير

  دور التقليم في الحد من حدوث المعاومة

  للتقليم اثر كبير في تنظيم حمل الأشجار سواء في سنة الحمل الغزير ام في سنة الحمل الخفيف :

1-   ففي سنة الحمل الغزير يفيد التقليم في  إزالة جزء من الخشب أي تخفيف عدد البراعم الزهرية والذي يقلل بدوره من أجهاد الشجرة ويعطي حملا معقولا ومتوازنا في السنة القادمة.

 2-  وفي سنة الحمل الخفيف يجب تقليم الأشجار بشكل خفيف ومتوسط  والذي يعمل على تقليل عدد البراعم الزهرية التي ستتكشف وتحمل الأزهار في العام القادم وبالتالي تنظيم الحمل.

تذكر

يسبب الحمل الزائد انخفاض في عدد  الأزهار وعقد الثمار في العام التالي بسبب استنزافه للكربوهيدرات علاوة على إنتاج أجنة البذور للجبراليك الذي يثبط تكشف البراعم الزهرية لموسم الإثمار التالي

  اثر التسميد الآزوتي في حدوث المعاومة

  يمكن للتسميد المعقول إن يقلل من اثر ظاهرة المعاومة لدى أشجار الفاكهة  وتشير الدراسات إلى أن تقليل كمية الازوت  المضافة إلى الأشجار قبل إزهارها في سنة الحمل الغزير من شأنه أن يقلل من المعاومة   ( بسبب انخفاض عدد الازهار العاقدة )  أي زيادة البراعم الزهرية التي ستتكشف لتحمل في العام القادم وفي سنة الحمل الخفيف يجب تقديم الازوت بكميات كافية في ربيع تلك السنة  باختصار يجب تقليل كمية الأسمدة الازوتية في السنة التي يتوقع فيها زيادة الحمل والعكس صحيح .

  دور عملية خف الأزهار

   من المعروف أم تكشف البراعم الزهرية يحدث بعد فترة قصيرة من تزهير العام الحالي ( أي قبل فترة طويلة من إزهار العام التالي – تموز)  ويختلف تكشف البر اعم باختلاف الأصناف وموسم النمو في المنطقة , وتلعب المواد الكربوهيدراتية دورا هاما في تكشف البراعم وبالتالي فان تقليل عدد الازهار والثمار العاقدة سيكون له الأثر الكبير في توفير المد الغذائي وتوجيهه نحو تكشف وتكوين وتمايز البراعم الزهرية لمحصول العام التالي بدلا من استهلاكه واستنفاذه في نمو الحمل الثمري الزائد أي ان عملية الخف المبكر للثمار العاقدة حديثا تؤدي إلى نوع من التوازن في الحمل السنوي .

  بعض  الملاحظات الحقلية

*       ليس هناك دور واضح لموعد إجراء عملية التقليم في حدوث ظاهرة المعاومة

*       تكون الظاهرة اشد وضوحا في الأصناف الصفراء ( غولدن ديليشس )

*       أثناء حدوث المعاومة فان غالبية الحمل السنوي توضع على الطرود الثمرية الفتية وعلى الدوابر المعمرة والتي لم تخضع إلى أية عملية قص بل تركت كما هي

*      انتشار الظاهرة في بعض الأعوام  ضمن واجهات واسعة ومحددة مما يؤكد دور الظروف البيئية والمناخية في حدوثها

  المقترحات

*        اللجوء إلى القطاف المبكر و عدم التأخير في جني المحصول  ( نظرا لوجود تناسب عكسي بين التأخير الشديد بالقطاف وكميات  الأزهار المتشكلة في العام القادم)

*        إجراء الفلاحات الخريفية وتحسين نسبة الاستفادة من كميات الأمطار للحد من ضرر الجفاف

*        ضرورة إجراء تحاليل كيميائية للتربة وللأوراق لمعرفة الاحتياجات الحقيقية من العناصر الكبرى  و الصغرى , وإضافة الأسمدة بناء على نتائج التحاليل  وعدم المغالاة في إضافة الأسمدة الآزوتية .

*        إجراء التقليم الفني الصحيح والمتوازن والابتعاد عن التقليم الجائر .

داخل الثروة النباتية
تعليقان على “استعراض لأهم مشاكل تقليم أشجار التفاح في محافظة السويداء
  1. يقول م. ماجد العبدلله:

    مقالة مهمة جداً بوركت أيديكم ولكم جزيل الشكر…
    فعلاً نحن بحاجة إلى وجود مرشد ودليل ذي خبرة واسعة في كافة المجالات وخاصة في مجال التفاح… ولكن أتمنى في المقالات القادمة عرض طرق التربية الأخرى المتبعة لشجرة التفاح في محافظة السويداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*