محمية اللجاة

م. وفاء عزامم. طارق هنيدي

url

تعتبر اللجاة منطقة صخرية وعرة تقع جنوب سوريا ناتجة عن مقذوفات جبل العرب بخاصةً من بركان تل شيحان القائم في طرفها الشرقي بارتفاع1140م تبلغ مساحتها في محافظة السويداء ما يقارب 2000 هـ, فقط( أراضي الحراج بدون القرى) متوسط ارتفاعها عن سطح البحر800م فيها تضاريس وعرة ومتنوعة ويمكن ملاحظة الشقوق و الجروف الحادة و الأحواض المنخفضة يحيط بها شيء من الوعر يفصلها عن الأرض العادية يسمى اللحف , حيث يسود فيها الصخر بشكل كلي يتخلله بعض الجيوب الترابية المحدودة

التسمية:

سميت تراكون وأطلق عليها الرومان اسم تراخنيتس بمعنى وعرة ، فقد سموها لجاة لكونها تمثل ملجأ للثوار اللذين يمكنهم الاختباء في تفاصيلها الكثيرة من شقوق كبيرة ومغاور و كهوف ممتدة إلى مسافات شاسعة لم يعرف حتى اليوم زمن الاستيطان البشري الأول فيها ، و ذلك لوعورتها و قلة الدراسات المتعلقة بها وقد اكتفى الرحالة و المستكشفون بزيارة المناطق السهلة التي استطاعوا وصولها فقد حال كل ذلك دون التمتع بمناظر اللجاة الخلابة من تشكيلات صخرية صعبة و جروف و مغاور انتشرت في أجزاء منها يعتقد أنها سكنت في العصور الحجرية اللجاة عبر التاريخ:
هذا و قد اكتشفت بعثة سورية فرنسية خاصة بالمسح الأثري ركزت أعمالها في صيف (2003 م) في منطقة اللجاة موقع من العصر الحجري النحاسي ( الكالكوليت ) حوالي الألف الخامس قبل الميلاد وفق معطيات ميدانية ولدينا أدلة و معطيات هامة و كثيرة من العصور التي سبقت الميلاد نجدها تتجسد في معابد دينية و بيوت سكنية و بعض الظواهر الأخرى و قد حملت اللوحات أسماء عربية مما يؤكد الاستيطان العربي لها دخلت اللجاة في حكم أغسطس قيصر سنة (20 ق م),الذي ولى عليها احد قادته الذي لم يستطع السيطرة عليها ، و لم يتحقق الأمن إلا بعد أن قام تراجان بإنشاء فيلق في بصرى في القرنين الثاني و الثالث ازدهرت مواقع ومدن اللجاة بشكل ملحوظ . هذا ولا تزال الأسرار كامنة بين طيات اللجاة الصخرية والتي تحتاج إلى حملات استكشافية متوالية و مستفيضة لكل صخرة من صخورها الصلدة.
اللجاة و التنوع الحيوي:
تتواجد كميات هائلة من المياه الجوفية تحت صخر اللجاة التي يمكن أن نعدها محمية طبيعية فيها الكثير من التنوع البيئي هذا و قد كانت المنطقة غابات خضراء كثيفة إلا أن ظروفا متعددة أزالت الغطاء الأخضر زمن الاحتلال العثماني فلم يبقي سوى الأشجار والنباتات التي تأقلمت مع طبيعتها الصعبة التي تبدو أوراقها خضراء كونها تأخذ كميات كافية من الماء عبر تغلغل جذورها بين الصخور( كالبطم و اللوز البري و السويد والزيتون الروماني و التين و هناك الوزال المتعايش مع السويد) إضافة إلى النباتات العشبية العديدة الرعوية منها و الطبية المتعددة التي قامت دائرة التنوع في مصلحة الحراج بدراستها إضافة إلى الحياة البرية الغنية بأنواع من الطيور المستوطنة (حسب التسمية المحلية: الحجل- الحسون- الفري- البوم- الدوري- البلاقي- أبو الحن- الباشق- أبو الفار- أبو عباءة- الجعيطي الطيور المهاجرة السمّن- المطواق- الوروار- الزرعي- البط -اللقلق- السنونو- الترغل )الحيوانات من الثديات :(( الضبع- ابن آوى- الغريري- النمس(ابن عرس)  الأرنب- السنجاب الرمادي والأسود)- الكلب- الفأر- القنفذ- النيص(الشيهم) – القط البري- الذئب(أعداده تتراجع)) الزواحف : (الأفعى- الضب- العضاءة- السحالي- السلاحف) إضافة إلى الأعداد الكبيرة من الحشرات والعقارب يقطن اللجاة تجمعات بشرية متباينة الكثافة في قرىً تزداد أراضيهاوعورة كلما اتجهنا إلى العمق , بحيث يقل الاعتماد بشكل أساسي على الزراعة الأمر الذي يبرر لنا الوضع المعيشي المتدني لأهالي المنطقة الذين يسعون جاهدين لتحسين مستوى معيشتهم من خلال تنويع مصادر دخلهم بالاعتماد على تربية المواشي التي ترعى في المنطقة و خاصة الأغنام إضافة إلى الاستفادة من بعض النباتات البرية المنتشرة في أرجاء المنطقة في استخدامات متعددة في التغذية و التداوي كاستخدام زيت البطم . ومما يلفت الانتباه تزايد الهجرة إلى المدينة و الدول المجاورة بشكل كبير جداً لكن و بالرغم من قساوة تلك الأرض يمكن أن تكون سبيلاً لنهضة سكانها من خلال استثمار التشكيلات الطبيعية الخلابة من جروف صخرية و ممرات صعبة في مجال السياحة البيئية أو سياحة المغامرة لمن يهوى البحث عن المجهول أو اكتشاف غياهب اللجاة في حل تم إحداث محمية رسمية أو استثمارات سياحية من قبل أهل المنطقة إضافة إلى فرصة التمتع بأشكال الحياة الموجودة كالأشجار التي تعاند الصخر لتعيش و الحيوانات التي تحدت قساوة المنطقة لتحافظ على بقائها هذه هي اللجاة أرض مجهولة و لغزٌ غامض يحتاج الكثير من الاهتمام لحل اللغز و اكتشاف المجهول و الاستفادةمنها في سبيل تطوير بلدنا و الحفاظ على مواردنا الطبيعية تغطيها صبات بازلتية و اندفاعات بركانية ذات طبيعة مضرسة/ارتفاعات و انخفاضات/ تحوي جروف صخرية و صدوع و انكسارات من مخلفات البركان تقع في البيئةالمتوسطية شبه الجافة ذات تربة بركانية غنية بالمواد المعدنية تصلح للمراعي ، لونها يعكس لون الصخر الأم التي تشكلت منه ( تغييرات الحرارة و الرطوبة)و بالتالي تربة اللجاة تربة أصلية ، تنتشر الأراضي البركانية المشابهة لها في وسط سوريا /حماه _حمص/ وجنوب سوريا , بعض المناطق المنتشرة في جنوب غرب الجزيرة العربية على شكل حرات بركانية شمال المدينة المنورة في منطقة وادي الحمض و حرة العويرض و بعض المناطق المنتشرة في المغرب العربيو ليبيا /الحمادة الحمراء / و بذلك تكون اللجاة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية علماً أنها غنية بالمياه الجوفية المعدنية،تقعرها من الشمال الغربي من جبل العرب جعله غنية بالمياه الجوفية فهي تتوسط هضبة حوران البركانية بيت جبل العرب شرقاً و هضبة الجولان غرباً كانت غنية بالغابات و البطم و السويد و اللوز البري لكن التحطيب و الرعي الجائر أدى إلى تراجعه تشكلت في الزمن الجيولوجي الثالث- نحن في عصر الجفاف من الزمن الجيولوجي الرابع و الزمن الجيولوجي مؤلف من عصور و العصر من ملايين السنين و تكمن أهمية اللجاة أن المخلفات التي بقيت فيها لا تزال على حالها منذ تلك العصور أو تعرضت إلى تخريب بسيط قياساً بمناطق أخرى نظراً لخصوصية المنطقة التي تختلف عن السهل و الجبل ، فهناك أبواب حجرية لا تزال قائمة في قرى كثيرة مثل عريقة.

اللجاة

المراجع
الدراسة النباتية والحيوانية والاجتماعية والاقتصادية لقرى اللجاة 
المعلومات التاريخية عن مديرية الآثار
داخل التنوع الحيوي, بيئة وحراج, مقالات